هل يمكن أن يخرج من النثر قصيدة؟ النثر محلول ومرخي ومبسوط كالكف، وليس شد أطرافه إلا من باب التفنن ضمنه طبيعة النثر مرسلة، وأهدافه إخبارية أوبرهانية، إنه ذو هدف زمني، عالم مغلق، مكتف بنفسه، ذو وحدة كلية في التأثير، ولا غاية زمنية للقصيدة. ( محاولات إيقاظ الضوء ) والشاعر : " ديب النابلسي" الرحالة الذي يجوب العالم بكمرا الكلمات لينضم إلى قافلة من أدباء المهجر العرب گ جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة و إيليا أبو ماضي وفوزي معلوف ونسيب عريضة والريحاني. فيجمع بين العاطفة الجياشة والفكر الموجه ، وعمق التجربة ، والخيال ، إنه يبني علاقته بالآخر على جسور أعمق غورا في النفس، أقل تورطا في الزمن الموقت والقيمة العابرة، أكثر ما تكون امتلاكا للقارئ، تحريرا له، وانطلاقا به، بأكثر ما يكون من الإشراق والإيحاء والتوتر. وكون شاعرنا له ذائقة خاصة وإحساس مرهف ومعرفة كبيرة بالنفس وما يعتريها وعشق دائم في خلجات الروح فتراه يكتب دون ملل ولا زيف.. يرسم نبضاته بريشة فنان ويرتل اشعاره في محراب المتصوف مؤكدا على أهمية الصدق النفسي في الشعر ، والقيمة الثقافية في تكوين الشاعر ، وتعميق رؤيته الحياتية ، حتى يكون الشعر عبارة عن فضاء ذاتي ، او انعكاس لعالمه الداخلي. فيجسد التجربة الشعرية خارج حدود الوطن معبراً بطرق ابداعية في كل قصيدة. وهنا يصبح غريباً ويغرق في اغترابه يحاول أن يفك الطلاسم التي تمنعه من الوصول والتواصل فتصبح ابداعاته سهاماً يوجهها الى صدر القارئ.
بقلم الأديبة : ديمه العاشور