يصفعون الضوء

قال: اذهب الآن

تعال بعـد غـدٍ بـاكـراً

كي ترى جثّتك واحتفـال الـوداع الأخيـر

وتشفّي الحضور وهم يظهرون الدموع

وفي السرّ يشعلون الشموع!!

قلت: لا أستطيع الحضـور غـداً

إنّـي ميـّت منذ أمس أو ربّما قبل شهر

أو قبـل دهـر أو ربّمـا مـتّ قبل الولادة

لا أتذكّر متى عشت أو مـتّ يـا سيـدي

فـالميّتـون لا يعـرفـون تـاريـخ مـوتهم

ولا أيـن مـاتـوا ولا كيـف مـاتوا

ولا كيـف عـاشوا في بلاد الصقيع

لكننـي أتـذكّر أنـّي أركض مثـل الجميع

أتنفّس قهـراً وجوعـاً، وهمّاً وضيماً

أطأطئ رأسي ضمن القطيع

وأمشـي إلى جـانـب الحيط

وأقول: يا ربّ سترك

وأمضي كما أنّي فـي منـام سـريـع

تبسّـم هـازئاً ثـمّ قـال:

كيف تموت من دون إذني؟!!!

أنا ملك الموت والمنجزات

أعرف كلّ الخفايا وأبصـر كـلّ الـزوايـا

وأصنع كـلّ الـرزايـا

وأعـرف مـا تفـكّـر فيـه

مـن قبل أن تفكّر فيه

وما تتمارى بـه ومـا تحـتـويـه

عد للحيـاة بـالـرغـم عنـك

وعش في مماتك مثل من يهتفون

يعيش الرغيف…

يا أنا

عنـدمـا تستيقظ فـي الحـلـم

املأ جيوبك بالانتظار

فـالليـل أطـول مما تظـنّ

ومـا مـن طـريـق قـريـب يـدلّ الحيـارى

إلى شرفات النهار...

ربّمـا أنـت لـم تـزل نائماً

وتحلم في النوم أنّك مستيقظ منذ حين

فابقَ مكانك والْهـو مـع النـائـميـن

فالحياة خارج مـوتـك

متخمة بالميّتين!!!