هل أنا كلّ تلك المسافة

بين ما كنت قبل سبعين عاماً

وبين وجودي وحيداً

بين هذا الزحام؟!!

هل أنا

ما زلت أقطف غيماً من حقل روحي

وأصبّ البياض على ضحكتي

كرنفال غمام؟!!

وبين خيمة حزن تزقزق فوق عيوني

وتهزّ الهواء في فجوات الكلام

أنا كالعربات العتيقة

عالق بالسراب المبجّل وأسير دون مـرايا

طازج كالفراشة، ضاحك كاندلاع الحياة

وبائس مثل قبر

لا أقدّم الخبز للميّتين

ولكنني أنزع الوحل عن الموحليـن

إذا ما توقّفت عند حدود السؤال

توفّيت وأصبحت نصّاً قصيراً أو جملة

في مقال يطير على صفحات الفضاء

متّ أمام عيوني وأنا أجلس القرفصاء

سلام عليّ يوم أعود إلى أخرى

ويـوم أحبّ ويوم يقشّرني الكبرياء...

كبرت ومازال نفس السؤال أوجهه لأنـاي

مـاذا تـريـد وأنت تعبـر كـالظلّ هذا الوجود

وترشف كلّ فتافيت قلبك قطرة إثر قطرة؟!!

هو العمر يأتيك كيف يشاء

حتى إذا لم تعشه كما ينبغي

سوف تحمل وزره

عليك انتظارك عنـد العمر الأخير

فكن صرخة في الضباب الرجيم

رعـوداً تهزّ جيوب اليباس العقيم

فالحياة خشخشة غامضة في فراغ شقي

فكن طيّباً كالرغيف بفم الجائعين

ولا تكترث لنتوء الهواء وهلوسة الطاحنيـن

فكلّ مصاغ الحياة يطير

يهرب منك بكلّ اتجاه…

ولكن لديك هناك على بعد مرمى

فراشة ضوء

فاركض وراء المسافة وامسك يديك

واترك الحلـم يحـلم كلّ عام وأنا أكبر...

تم عمل هذا الموقع بواسطة