في كلّ فجّ عميـق تـسـافـر

تشيّع نفسك

فيُشلعُ منك شعاع خفيّ

تبدو جميع الجهات مكسورة

في عيـونك

حـزنـك مثـل القطـار (بـدرعـا)

يظـلّ كئيبـاً

عـرضـة لجميع الظروف

فتمضي وحيـداً

وأنـت تـدحـرج قلبـك

تـلـمـلـم حـزنـاً جميـلاً

ضحكة عَبرتك مبللة بالبكاء

دهشة خاب فيها الرجاء

فتصبح شخصاً جـديـداً

غـريبـاً عنك

فتملأ منه الحقائب

وتمضي بتيـه جـديـد

تخبّئ كـلّ الحـكـايـا

وبعـض الـوجـوه

وشكل الأصابع

وتعرف أنّ البلاد

التي جئت منها

لم تعد تتنفّس إلا المواجع

وتمضي

تخيط المسافات بلـداً بـلـداً

شارعاً إثر شارع

وعمرك خيـط على وشك الانتهاء

يخبـو مـثـل فـنـار قـديـم

فتسأل روحـك كيـف الـوصـول

إلى زهرة المنتهى

بيـن صراخ الزوابع

وما زلت أركـض

حـيـن اصطدمت بما لا يُرى

لـم يكـن مـن طـريـق

سوى القفـز

بـيـن الفراغ الشـديـد البـرودة

وبين التلاشي

لا أتذكّر شيئاً سوى أنّ قلبـي

مصـاب بتخمة كلّ الحنيـن

وعقلي تصبـب كلّ الأنين

لا أتذكّر كيـف قطعـت

هـذي السنيـن

كنت وحيـداً والـعـالـم حـولـي

كـثـيـراً كـثـيـراً

كنت الرصيف وكنت الطريق

وكنت الخُطا

يُتماً ومنفى وحظّاً ضـريـراً

زورق حـزن دون شراع

يـدي لـم تعد تتسع

لتلويحـة الوداع

فصرت اللقاء وصـرت الـرحيـل

وكـلّ الضياع...

تم عمل هذا الموقع بواسطة