داخـل ضوء الليـل

أستـديـر فـي مـرآة الصمت

لم يأكلني الحـزن، أنـا الـذي أكلتـه

عندما يعتـاد المرء الحـزن

يظـلّ حـزينـاً حتى وهو في منتهى السعادة

يصافح ظلّي المارّة

بينما أنا مركون كفكرة في بلادنا

صـدري أصبح حائط مبكى

وعيـونـي مليئة باللامعنى

أدحرج روحي كلّما توقّفت

لم أكن حـاضـراً ولم أكن غائباً

كنت حالة من البلادة التي تعضّ نفسها

أقفز بين ماضٍ قادمٍ ومستقبـل قـد مضى

وواقع كقشور السمـك

يرتديني الضباب كغطاء مبلل

أركض مع قطعان الحجارة

نفتّش عـن مجـازٍ منسيّ أو حـلـمٍ عـابـر

كأننا وجدنا على حافّة الأشياء

كي يتداولنا الطغاة كعملة منسوخة

نحن بشر بحاجة للحياة

نحـن مـوتـى بحاجة إلى صراخ لتسمعنا السماء

ننتظر حتى تبرد جهنّم

تحيّة للطحالب الطـازجـة

وللحماقات التي لم نرتكبهـا بعـد…

مختنق أنا

أبحـث عـن صـوتـي في حنجرتي المفقودة

أبحث عنّي كأعمى يبحث دون يـديـه

كخيبة تفترش مشارق الأرض ومغاربها

أشرب النـدى قـبـل سقوطه من الغيوم

أكتب على سبّورة الليـل

أنشودة ورديّة تحطّم جسـد الـريـاح

أدجـّن أحلامي وأصنع منها

أوهاماً متحرّكة في المياه الراكدة

ثم أتحوّل إلى بصمةٍ على حجر

ونقشٍ على جناح فراشة

بين الذين يتبرّجون بالضلال

ويتجمّعون في نادي الوشاية

نقطة انتهى...

في غيابـك ياااااا

أنا حالة يُتم ومنفى

أخيـط المسافات وأعبـر اللهفات

ماذا أقول إذا اغتصبتني الظروف

إذا تحوّلت إلى سلالة منقرضة

مؤمنة بالعدالة والحريّة والكرامة

ماذا أقول إذا انتظرت وما ربحت

إذا حزنت، إذا بكيت

إذا فقدت الوقت والنطق

وتأمّل العدم المقيم ووحشة الأزمان

والأشياء وما ضحكت…

فهـل تـدريـن مـا يجـري

إذا مـا غبـت أو لـم يـأتِ صـوتـك

فأنا أصيـر مـن العـدم

وإذا حضرت أكون خارطة الجهات

وأكون ذاتي…

تم عمل هذا الموقع بواسطة