ضاقت العبارة
تعب الكلام من الكلام
كم أحتاج من الوقـت لأصل إليّ
وكم أحتاج كثيراً أن أذهب
إلى حيث لا أدري
مساحة الركض تحدّق في حذائها
وأنـا حـافـيٌ مـن خطـواتـي
وقهـاقيـر الـزمـان تصطفّ كحجارة الرصيف
الظهر يحتطب الصبر
وبقايـا الفـرح البـاهـت
لست بحاجة كي أتذكّر خيبتي
فالأحلام تعيدها كلّ ليلة بشراسة
والواقع يدهن وجهي بها كلّ شهيق
كلماتي معلّقة على جدران صـدري
كجيش نمل يجمع مؤونة الشتاء
كفصيل جنـود متعبيـن
فـاجـأهم لغـم أخـرس
كسنابل أصابعنا وهي تبحث عن الضوء
أيـن أجـد حـجـراً أقـول عليـه كـلّ مـا أريـد
دون أن تشنقني حبـال صوتي
دون أن يبتلعني آكلو لحوم البشر
دون أن ترجمني بنات آوى
متى أستطيع هزّ الضـوء مرّة
ولو بالأحلام؟؟!!!
الليـل الطـويـل جـداً جـداً
يحمل ملامح وجهي المزروع بالأسئلة
كلّ شيء لهم حتى الآلهة
فقط حزنـي لـي وحـدي!!
سأبقى كما الدهشة، كارتعاشات العزاء
لا أومـن بـالمرشدين وحرّاس المقابر
لا أحبّ مناطق ازدحام الرماد المكتظّة
بالوصايا الموحلة
أحاول ترميم تشققات الصهيـل
وحفـر مـجـرى سـاقيـة لمـاء الحياة...
أصعب أنواع البكاء
هو الضحك وقت المحنة
فالذين تدهسهم الحياة كلّ ليلة
كيف يضحكون؟!!
مازال التراب يركض في الوقت الضائع
كالعبث المتجدد الهزيمة
وجدران أحزاننا
تتكئ على زوايا الانكسار
عندما نركض خلف الوقت بلا بوصة
يضيع الوقت ونبقى عراة من أنفسنا!!
نقف كالثقوب السوداء
نبتلع القهر وإخوته غصّة غصّة
كلّ مـا نفكـر فيه
لا يصلح للاستخدام البشري
أصبحنا أشخاصاً غيـر أنفسنا
لا نخاف السقوط
فقد وصلنا إلى التعاسة الملوّنة
يحاصرنا البشر الملعونون
والمغضوب عليهم
والضالّون ويأجوج ومأجوج
وما زلنا نزرع اللعنة ونتفاخر باقتناء
أحدث طراز من البشر الملعونين
نمتلىء بـالصـدأ والصقيع المرصوص
والعزائم التي في الفراغ
في ملامحنا القليل من الفرح والخبز
والكثير من البؤس
والكثير الكثير من الحيرة
والخيبة وأصابع إبليس
ما أصعب أن تصمت كحجر
أن تهرب أبعـد مـن نفسك
أن تفرش جلدك وخريطة أسنانك
ثـم يـأكـلـك التتار بلا ملح
أن تؤدّي الجـزية إلى العنكبوت
ألّا تموت…