هل أنا كلّ تلك المسافة؟!!

ما كنت قبـل سـتّين عـاماً

وبيـن وجـودي وحيـداً

بيـن هـذا الـزحـام

ومازال نفس السؤال الـرجـيـم

أوجهه لأنـاي، مـاذا تـريـد؟

وأنت تجتاز هذا المضيـق المسمّى وجـود

وتـرشـف كلّ أوجـاعـه قطرة إثر قطرة...

هو العمـر يـأتيـك

كيف يشاء وحيث يشاء

هكذا يخبّئ عنـك حشاشة سرّه

يتمطّى ببـابـك ويـزرعه بـأنيـن الحطام

حتى إذا لم تعشْه ولم تتدثّر به

سوف تحمل وزره

وسوف تنوء بكلّ صراخ الرخام

فكلّ مصاغ الحيـاة القصيرة جـداً

مضى ولكنه شُبّه لك

مـا يـزال يطير حولك، منك بكلّ اتجاه

وأنت ما زلت تكتب نفس الرسالة

وتفتح فـي الليـل بعـض الثقوب

لعلّك تبصـر ضـوءاً

ينوس على عتبات الركام

والحـلـم يـركـض ويركض

فوق المواجع منك…إليك

ليسدّ انتفاض الـرمـق

وبحرك يشتاق إيماءة من قطرات المطـر

تداعب أمواجه القـاحلـة

يفرّ بها من الجبروت

إلى هشاشة ماء الغمام

ويبقى هناك

أنا في البعيـد البعيـد

بعض الصهيـل وشيء به نكهة من هُيام

وما زلت أملأ قلبـي بهـا

وتملأ بي بنسيانها

وأسألني

كيـف تـوضّب هـذي الغيـوم المطـر

فهـل أترك الحـلم يحـلم

مثـل الشجـر بهذا المقام؟!!

فسلام على كـلّ هـذا الغيـاب

وحزني الزؤام…

تم عمل هذا الموقع بواسطة