لست سعيـداً

ولكنني مشبع بالحنيـن

مقفر كالفراغ المشتت

حزين بكلّ ما في المنـافـي

من غصّة اللاجئين

أنا مثـل الـذي يفتّش عن نفسه

بين الصخور وخلف الضباب

وما زلت أسأل نفسي

أيـن افتقدت وجـودي آخـر مـرّة

أيـن تـرانـي أكـون؟!!

هذا النهار

تبدو السماء قصاصات

من ورق وغبار

حلّ الظلام بـروحـي والوقت فجراً

فلا شيء يبدو جميلاً

سوى حيرة المتعبين

وها أنا أنظـر عبـر ثقوب السراب

مرّ الكثير الكثيـر مـن الحـالميـن

ولكـنّ وجهـي تـأخّر، لـم يـأتِ بعـد

ترى هل تسرّب منّي ذات خروج

وتاه مع التائهين؟!!

أرى زهرة العمر تـذوي

وما مـن عـزاء

وفـي كلّ يـومٍ أرى المـوت جهـراً

يزور صباحاتنا والمساء

فيا أيّها القلب رفقاً

لماذا تغالـب مـوتـك عشقاً

وأنـت وحـيـد بغيـر رجـاء

تعايش مع العائشين

واضحـك قـلـيـلاً

رغم كآبة هـذا الـوجـود

وحقارة أوطاننا وأسيـادهـا التـافهـيـن

زفرة حبّ تفتـح كلّ دروب النجاة

وزفرة حـزن تحرق كلّ الـوجـود

وتملأه بـالأنيـن

فـالمـرايـا إذا سقط الظـلّ لا تتكسّر

ولا تردّ التحيّة للعـابـريـن

بقينا على هامش الكون دهراً

ونحـن دخـان رديء

ومجزرة مـن حطام الجنون

وملح أجاج

نعرف باب الخروج

ولكـن فقـدنا الطـريـق إليه

وكلّ المفاتيح ضاعت

بين الفتـاوى والاختلاف

وشعوذة القاصرين

زمـن يتشظّى ويجترّ بؤساً

يُخيّل للمرء مما يعاني

أنّه يـركـض فـي نـومـه مع النائميـن

وتمضي قرون ونحـن مـن الصاغـريـن

مـن الصـابـريـن، مـن الغـابـريـن

إذا ما بقينا على الحال هذا

سنبقى على كوكب الأرض

قبـوراً بـلا ميّتين...

تم عمل هذا الموقع بواسطة