يا أيهـا الليـل المعبّأ بالصخـب

هذا الفضاء يضيـق ثم يضيـق

يخنقنـا بأكوام التعب

عقر الجميع طريقنا

فإذا شوارعنا تطـلّ عـلـى الخـراب

على السغب

نمضي فيحرقنـا الـرذاذ

وحواجز الصـدأ المسافر

في المرايـا والحطب

لا الحـزن يـتـركـنـا ولا كـفّ تـلـوح للـوداع

ولا الغبـار ولا العـرب

الحــبّ فـي هـذي البـلاد مـحـرّم

وكـأنّه خطـأ جسيـم ولربّمـا كـفـر صراح

وأنا أحمل الهـمّ مـرتـحـلاً

ولا أدري إلى أيـن المسيـر

فـالـكـلّ فـي نظـري سـواد

ثلجٌ طريقي واحتمال أن أموت

بغيـر خبـز كـالحـجـارة

وكأننـي مـن قـوم عـاد

متقطّع الأنفاس والأفكار

أذهـب تـاركـاً خـلـفـي الـرمـاد…

يـا حـزن

لا تغتالنـي صمتـاً

فـدع لـي صـرخـةً

الله أولها وآخـرهـا المعـاد...

هـذا الـوجـود كـأنّه جـرح سميـن

يستحيـل لـه الشفاء

حتى النهار يظـلّ مشبـوحـاً

بـأسنان السياج

متعثّراً بـالبـؤس والحمّى

وخارطة الطـريـق

لحـدائـق الآلام قامات الصـدى

وأسئلة الـزمـن الـحـريـق

بلد تبعثر فـي الحقيقة والمجاز

لـم يبـقَ مـن خـطٍّ رقيـقٍ

أو صراطٍ مستقيم

ها نـحـن نـركـض عـابـريـن

دمـاءنـا ووجـوهنـا

نقتات من صدأ المحاور والدوائر

والبحـر فليكن الغـريـق...

تم عمل هذا الموقع بواسطة