لا أحد ينتظرك
فاذهب وكن بانتظارك
وارسم خطـاك إليك
ولا تتوقّف عن الهذيان دقيقة
لعلك تعرف إذا ما جننت
بعض الحقيقة
لا عصافير فوق سماء المدينة تطير
نهايات عمياء تترصّدنا
والممرات ضيّقة الاتساع
تباغتنا مفاجآت صفراء بلون الغصّة
أفتّـش بين الجثث المنسيّة عنّي
كلّ الجثث تشبهني
مومياءات في العراء
مبعثرة في عالم أعمى...
نحن
أصحاب أخـدود هذا الزمن
الهنود الحمر وبكلّ الألوان
نتغرغر بالحدث الراهن ولا نشربه
نصنع الخطا المغمضة
والمسارات الملتوية التي لا تصل
غامضون كالحقيقة
غامقون كالقشّ
كثيرون كالذباب
كائنات مهمّتها تحويل الأكسجين
إلى ثاني أكسيد الكربون
على ضفائر العتمة
إغماضة بفصل واحد
غفوة مستطيلة تحمل آلام الأمس
ودفء لبس هندام الغبار
يكرّ الطريق على الخطوات الثـرثـارة
ويفتح الأرصفة للخطا المبللة بالصمت
ومذاق الصوت المرن...
يااا إلهي
الصحراء تغرقنا من أوّل العقول
إلى آخر البطون
وإلى أشياء أخرى نتداولها
كي لا يتوقّف نزيف ولادات الحطب
أتساءل بمرارة حجارة القمر
كيف نخيـط جـراحنا المفتوحة
على مدن السراب؟!!
كيف يمكننا النجاة
وفي داخل كلّ منّا
صنم سيء الصنع؟!!
عندما تسير الحياة في منعطف مجهول
تكون الكلمات على قوس انفجار
ويكون الحبّ سفينة نوح
فنّ طازج يعيد إشعال الرماد
يوقظ العواصف
يسقط النهار في حضنك
ويضيف لليوم ساعة...
أنا طائر مهاجر
وأنت كوكب الأرض
أذهب منـك، إليـك
تركض كلّ الجهات بين يديك
يولد المكان عبر فراغات أصابعك
أنمو كالرياح بيـن أقـواس الخـريـف
وأمضـي إليـك رغم المسافات خطفاً
كما يفعل الأولياء
أمضي إلى رواق المرايا
عبر لون الدرّاق في عينيك
يا مطراً يؤنس حقولي
يا سطر البدء ومعراج النهاية
يا ذاكرتي التي تطلّ على الرياح
المكان الذي لسـت فيه منفى
والزمان الذي لا يسعدك قيامة!!!
من دونك
كلّ الوجوه كمائن
وكلّ العيون ملح وجرح...