أرسـم بـابـاً وأدقّ عـلـيـه
ليفتح النهار ويدخل اليـوم
فيجيب الباب: أنا الحقيقة وأنت الوهم
أنـا المـوجـود وأنت التائه
أرسم ساعة
أتشبّث بعقارب الوقت
فتأكلني ويمضي الوقت بظلّي
أنظر في المرآة
فيسألنـي وجـهـي مـن أنـت؟!
أحدّق فـي الجـدار متسائلاً
فيبادلني النظرات
كأنّه يربت على كتفي ويقول لي:
لا عليك، قف بجانبي
واترك الفراغ يتدحرج كما يشاء
والذباب يأكل الحلوى…
أركض أركض فـي مـواسـم الهـواء
لأرقّع الهوة المثقّبة بين الحياة والواقع المكسور
فأجدني مكاني وقـد سـال كلّ ضوئي
ولـم أصـل بعـد
بقيت أرسم صور الطحالب المنتفخة
ومخالب زمهرير الوجوه المتكررة
أتفاهم مع الغيبوبة
كي أستخدم عيـوني على طريقتـي
وأضرب حجـراً بعصفورين
في زمـن تـرهّل الـرؤى
تتجوّل اللعنة عـاريةً وينبت للقلق أسنان
يتآلف الضباب مع السراب
فتنمو القبـل المحشوّة بالصدأ
وحطام الوجوه المجففة
فـنـرتـدي سراويل الماء
ومؤامرات السوس في الخشب المنخور
ويموت قوس قزح…
الحقيقة هتـك مـرعـب
والحزن دائماً يمشي على ظهـورنـا
أصبح حـزنـي عـورة
فغضّوا البصر واعبروا كالبعّوض
سأجلس القرفصاء أمام ظلّي
وأسند رأسي إلى العتمة وأتظاهر بـالتـوهّج
وأنا االمنطفىء كفـانـوس يحتضر
يبدو أنّي قد ضعت منّي!!!