أحتسي العطش
وأنـا ممسـك بيـد البحـر...
يا بئر يوسف
يا أنا
يا كلّ المدن المصـلوبـة
إلى جوار المسيح
يا بلاداً كـانت تطعم الشمس خبـزاً
واليـوم تـأكـل مـا تيسّـر
مـن خشاش الأرض
فـالعـابـرون مـن أرضـنـا
لا يحمـلـون الـدلاء
إنّهم يشبهون الحطب
يملكون مخـالـباً
يكسرون المـرايـا، ينهشون الحقيقة
يأكلون البـراعـم بـألـف طـريقة
فإن وجـدوا حـلمـاً أخضـراً أحـرقـوه
أو صـادفـوا نبيّاً قـتـلـوه...
في حضرة الليـل تستيقظ الأسئلة
تنبت زهـرة بـوادٍ غيـر ذي زرعٍ
غريق أنا
ولـم أجـدْ غيـر قشّةٍ
لكنني سأترك ظـلّـي على سطح الماء
مع قبائل الغـرقـى
سيظلّ يتساءل
مـن الـذي أخـذ النظرة التـي عـلّقتها
على جدران مكتبتي؟!!
مـن الـذي اعتقل المطـر
وشرّد الغيـوم
وأطـلـق اليباس يعيـث غبـاراً عـاريـاً
في الشوارع المنسيّة؟!!!
مـن الـذي بـال عـلى الـرصـيـف
وأطلق العنان للهتاف
وسرّب الطـوفـان مـن جـلـودنـا
وخبّـأ الـرغـيـف فـي القمـر
وعبّأ حـقـائـب الأطفال بالحجارة
من الذي جعل البـلـد للأغنياء
والبـرد والجـوع لنـا؟؟!!!