أعبر مساء الحياة
أتناول أحداثهـا نيّئة
أحمـل عمـراً تغـرغـر فـيه التعب
وأحلم مثل العصافير بقشّة
وقطـرة مـاء...
مثـل السنـابـل
تفـلّي جـدائـلـهـا الـريـح
وتحجّ إليها السماء
أمسك بالليـل وأزرر قمصانه حول نفسي
فلا أتساقط مثـل الـدمـوع
أقـول لليـل يـا ليـل
أنا جئت وحـدي دون أواني
ممتلئاً بالفراغ المشاكس
فهل أستطيـع الـرجـوع؟
كي أرتّب حـزنـي
أدغـدغ قهري
وأمسح صـوتـي الذي لا يجيد الصراخ
وأعـدّ الضـلـوع التـي بقيـت
ولم تتكسّر
والخدوش التي سكنت فـي لحـائـي
فصارت شقوقاً وأكثر…
ربّمـا ذات يوم بعيـد
ينمـو طـريـق بـيـن الشقوق
وتأتي خطـا فـوق ظهـر المحـال وتـزهـر
ويمشي الرغيف معافى ولا يتعثّر…
الحياة
جـرار مـن الغيـم
تثير شهيـق السؤال
تباغتنـي كـرذاذ الولادات
عنـد شواطئ الرياح
أصافح حزن الوصول
إلى فكرة هربت من وطيس الحوار
فأركض منّي إلى حلم
فـي أقاصي الجهات
فذاكرتي التي تترجّل منّي إليك
ما تركت في لسـاني حرفاً ينادي عليك
وها أنذا كنافذة في زوايا القدر
تطـلّين منها إلى ما وراء النهار
فأركض مثل الهواء بين المطر
ولكنني لا أغضّ البصر…