أيّها القلب
لا تتعجّل وقفْ حيث أنت
كيـف ألملم بعضك عشقاً وعشقاً
وأنت تنهار بكلّ الجهات
مثـل السنـونـو
ومثـل الحقيقة تعاني الشتات
كمـا الـروح
في محنة العيش والموت
وخنق السعادة والأمنيات
أيّها القلب
لـم يعـد لـك قلب
فالجهات التي تبعثرت فيها
تقيم على جدول من سبات
وصوت الأحبّة
يـأتـي مـن كـلّ حـدب وقهر
يخفق مثـل الشراع البعيـد
كخارطة الحـزن
ملطّخة بزفيـر الحيـاة...
أيّها القلب أوجعتني
فما زلت تركض في أضلعي
وتسألني لِما كـلّ هـذا العتاب؟!
أليس هنالك ضوءٌ ينير عتمة ضوءٍ
وهل من الليل ما يمنح الليل شكله؟؟!
فالكـلّ
يـركـل مـوتـك، يأكـل صـبـرك
يبعثـر عمـرك
يطلق خلفك كلّ الفؤوس
ويبذر دربـك باللعنات
ثم يلفّك بالموت قبل الممات...
أيّها القلب لا تنطفئ
إذا غادرتـك الأمـانـي
إذا ضاع وجهـك
إذا جـفّ نبضك
إذا تاه منـك الطـريـق
ولم تطـاوعك خطاك
ابقَ كـمـا الـروح تـرفّ على الماء
واعصر جميع السحاب
واركض إلى مبتغاك بكلّ الجهات
واصنع سماءً وأمطـر ثباتاً
فليس كلّ ما فات مات…