ويجتاحنا الفجـر فـي كـلّ يـوم
ليركل يقظتنا النائمة
فنصحو ونمشي كالسراب الثقيـل
ولكننا لا نفيـق ولا نتذكّر
فالحزن يجعلنـا فـارغـيـن مـن أي شيء
لذلك لن يتغيّر شيء
فالبيوت على حالها
تتسكّع في طرقات الفراغ الكئيب
والشوارع واجمة باردة كصقيع قـديـم
والهواء الذي نحتسيه بخوف
يطلّ علينا من وراء حجاب
ليخبرنا أن هناك نبـاحاً كثيراً
تغنّي أبابيلـه وتطير بكلّ اتجاه
محمّلة بالحجارة
بانتظار الـذيـن تناسوا الخطا
وأضاعوا الطـريـق
ترى من هؤلاء الـرقـيـق؟!!
ليـل طـريّ
يكدّس عتمتـه فـي عيـونـي
وحزن فسيح ومتّسع كـالعـدم
أحاول فكّ أزراره فيهرب منّي
أمـدد فيه جميع ابتسامات جرحي
إلى أبد النائمين
وها أنذا أفتح أقفاص حـزنـي التـليـد
وحيـداً بـدون رغيف ودون حطب
أفتّش عن خارطة الدفء والجـوع
بين ارتعاش الحقائب
وما أصعب الارتجاف بغير سبب…
يقول ضريحي
إذا ما انطفأت تعـلـم أن تتوهّـج وحـدك
فلا شيء غيـر الـوبـاء يـزهـر حـولك
وأقسى المراحـل تلك الأخيـرة
حيث الخريف يقرع أجراسه
والضوء عاري
ينوس على نـوافـذنـا الشـاحبـة
فالنهـار صـديـق لـدود
حالة آسنـة في زمـن متـورّم
والليـل عبـاءتـه مـن رمـاد
يتناسخ فيه السواد ويبقى السؤال
بدون إجابة…