كضياء يتجمّد حطباً

كمنفى له مذاق الرماد

أمضى إلى سهوب الغد المسحـور

عبر ممرات تروّض عزلتي

في زمن تتكاثر فيه أعقاب السجائر

ألامـس الحـديـد المبلل بالأسيد

وأربت على كتف الأماكن

التـي تولد بلا عصافير

طقس ملـوّن بـالخدوش

نهار مصاب بالزكام

سقف مختنق بالأرق

وجدران يـئـنّ القشّ في مفاصلها

الصمت ينفض الغبار

عن معطف الحقيقة

لقد توقفنا عن الركض الأهبـل

وجلسنا على حافّة العالم

نحدّق في اللاشيء...

أنا

قـنـديـل تجاوز الـخـريـف بشهقتين

بوصلتي تشير إلى سفر الخروج

ما زلت أصنع غيـومـاً مـن ورق

وأكتم صـراخـي بتـراب بـلـدي العـريـان

الأيّام تمشي حافية في اللاوعي

تمرّ عبر أراضي الظـلّ

كرسالة عدوانيّة تحمل الغبار للغبار

الهواء برتقالي شـديـد

يـروّض الأحلام الخائفة

ويحطّم جسد الرياح الممتلئة بالصمت

الكاتم لحروف النداء

طريق مزدحم بالمرايا

ها أنذا أدوس على ظلّي بحثاً عنّي

أتذوّق قطرات السقوط الحرّ الحادة

وأبحث عن التاريخ لأنتف ريشه

وأرميه في وجه النزيف…

سأعيد تجارب البـدائيـيـن

وهم يرسمون حياتهم على جدران الزمن

بأصابع من الشجر والحجارة

الحياة لعبة الموت

الموت نجاة للحياة

اليوم نافذة تطلّ على الظمأ

والوطن مسمار جحا

واجتياح مزدحم بالثرثرة

ونحن نـرتـدي صـبـراً أكثـر أنـاقـة

تلفح وجوهنا دهشة الاجتياح

تتدحرج ذاكرتنـا بعيـداً خلف التعب

تبحث عن سيمفونيّة الجثث الطازجة

عن عناق افتراضيّ يستدرج الليل

إلى المياه العميقة

عبر هذا النزيف...

اسـتـديـر فـي مـرايـا الصمت

أطعم أحلامي من راحـة يـدي

كي لا تنهض فتخيف بقايا الدفء...

ها أنذا

قلب يعاقر الخفقان والصخب

يوقّع عقداً دائماً مع الحبّ

وأسرار الكريستال

يقيس الوقت

ببصمة عيون امرأة

من وصايا الشمس

تهبّ علـيّ كـالـريـح

تنتشر كالقصيدة

تأخذني إلى جميع الجهات

وتزرعني عند شرفات المطر

وجهها فيه كلّ الوجوه

اسمها يتّسع كصفحة السماء

تذهب بي إلى ما وراء الوقت

إلى ما وراء الكلمات

إلى ما وراء الحبّ...

تم عمل هذا الموقع بواسطة