وهذا الوجه كان أنا

يعرفني ويشبهني

وأعرفه وأشبهه

ويحمل كلّ أفكاري

التي ثبتت على شفتي

وكلّ ضجيج أحلامي

التي كانت مؤجّلة

إلى أن تكبر الأيّام فـي لغتي

يخبّئ فـي عيوني كلّ آمالي

وينثر فيهما الرؤيا

تحلّق في مساماتي وفي جهتي

مـرايـا الـروح كانت جرعة الألوان

في وجهي وفي صدري وفي رئتي

جرار تملأ العينين أنهاراً وأزهاراً

وتزرعني بساتيناً وأقماراً

وتصنعني رذاذ الحلم أفرد فيـه

أجنحتي

كأنني مـا مـررت علـيّ فـي يـومٍ

ولا شرّعت أشرعتي

تكسّرني كمـا الأمواج أيّامـي

وتهدم كلّ أضرحتـي

وكلّ الضـوء يركض هارباً منّي

ومن جسدي وأمتعتي

فأغـرق فـي مهـبّ الـريـح

كـالأسماك مختنقاً

فحزني صار لي وطناً

وكلّ ملامحي وجع

وأنفاسي مرقّعة تنوء بثقل ذاكرتي…

أراني اليوم أمضغ رغوة الأيّام

أزحف في مضيق الروح

أفكاري تنازعني على قطرات أيّامي

وتطفئ كلّ أحلامي وتتركني

كآبار معطّلة

تضجّ بها شراييني وأوردتي

كأنني لم أعد نفسي

فهذا النبض يأكلني

وعمري صار في أمسي

تفاصيلي مجعّدة وجفّت كلّ محبرتي

فليت العمر يمهلني

لأكمل رسم خارطتي...

تم عمل هذا الموقع بواسطة