جسد العالم تغزوه الأكزيما الركوديّة
فقاعات سوداء تجاوزت قشرتها
تدوزن تجاعيد وجه الأرض
مـا بيـن خلخلة وكسـر واندثار
زعران وزهايمر وساديّة تدخّن الجنون
تقف على أبواب القيامة
وحقائبنا ممتلئة بألعاب الشيطان
نحضر عزاءنا
ونفرك أيـدينـا بمصافحة
ظلال على الرصيف…
الحياة كلمات بين فاصلتين
هدوء بين ضوضائین
دمعة في عيـن الأبـديّة
لكنّها تفّاحة يتسابق الجميع لقضمها
في زمن الهواجس
تطفو فيه المسيّرات وأخوات كان
تحكّ الهوامش جلد الوقت
يتجوّل مندوب الجوع بحريّة
بين قطعان الغرانيت
ويتراقص الهمج متناسين جنازات القلوب
الجوع مقاتل شرس للجميع
والعالم متدحرج كأصحاب المواعظ
يصفون الطـريـق للناس ثم يضلّون
أخبّئ خبـز العالم في وجهي
وأتوكـّأ علـى يـدي
كي لا ينهار جدار المجـاز
أمضغ القهر بنبرة معدنيّة
كي أبقى صديقاً مدهشاً مع ذاتي
أسألها…أحاورها…أتعرّف عليها
ثم أربت على كتف الموت
كلّما رأيتـه يـرمـح بيـن جثث الميّتين
وأقول له:
أنت الحقيقة التي فقدنا ذرّات وضوحها
حين تضيـق بنا الحياة
عندك المتّسع للجميع…
الواقع يكسر ظهر الهواء
نتعاطى فيه الطوب لترميم التـاريـخ
نحضن أشلاء الشموع
كي نبصر أصابعنا…
يسألني الليل
كيف حالك أيّها الوحيد؟!
لم يبقَ لـك حجر تسند رأسـك إليـه
تحاصرك المعتقدات السمينة
والقلق الوسيم كجهنّم
ومـواهـب فـذّة في قيادة الشيطان
وإرغامه على السكن في أحشائها
فالانكسار متقن الصنع
والكلمات انفلتت من السطر
النهار ممتلىء بالضباب
والليـل دكتاتوريّ العتمة
والسيّئون يمنعون حدوث الحيـاة
كي نقول لا شيء وبداخلنا كلّ شيء
ها أنذا
أغنياتي تجاوزت السبعين بشهقة
وأنت مدينة لم يخلق مثلها في البلاد
صفصافة نسيـم تحـطّ على كتفي
كصلاة الاستسقاء
وتطير بعـداً رابعاً وخامساً مبللاً بالقصيدة
وأنا بسيط جدّاً كالجملة الاسميّة
أراني جذع مثخـن بـك
نافورة ماءٍ جفّ ضرعها
غريب مثل نظريّة الكمّ
يعرفها الجميع ولا يفهمها إلّا أنتِ
سأظلّ أُخفي حزني وراء الابتسامة
ألوذ خلف النصّ
كشيء لا يقرأ ولا يحسّ
وأظلّ في سرّي لا أحزن
بل أتشظّى…