يااا زمـانـي العجيب

أسمّي بلادي

لكلّ الذين لا يفقهون

كي يعـرفـوا مـن أكـون

أصافح كلّ الهواء

الذي يتـرامى على كاهلي

ثم يمضي إلى حيث لا يعلمون

فلا وقت للغرباء يعانقهـم كـصـديـق

ولا زمناً يرتّب أحزانهم

ولا من طريق...

سراب تظـلّ الـرؤى

والأفق خوف محيط

وكلّ الأماني حكايا رصيف

وحيـداً أواجـه كـلّ هذا الصداع

اللئيم

ضجيج طاحونة يدقّ برأسي

كارتطام هلوسة في لحاء الرتابة

أدور كمروحة السقف مختنقاً بـالهـواء

وأسأل كلّ السنابل

حيـن يـأتـي الحصاد

ماذا تقول؟!!

مطـر يـذرف دمعاً

والعمـر يـوشـك أن ينتهي

وفي داخلـي شُـرفـة تتلظّى الـوصـول

أصافح نفسي وأملأها بالرؤى

وأغنّي لحـزنـي حتّى يـنـام

ويترك قلبـي يعاني

مرارة كلّ الفصول

كلّ المرايا تضيّع وجهي

أرى جثّتي تتمشّى خـلـف الجـدار

وكلّ الممرات حولي محاصرة بالشعار

فهل يا ترى

أنا هذا المسافر بيـن الفـراغ

أم الفراغ هو المسافر

أم أنّ من يمضي سواي؟!!!

تتشابه كلّ الأماكن

عند الدخول بتأشيـرة حـزن

نتوقّف، نحدّق

نشهـق دهشتنا الفاتـرة

ثم نمضي بلا ذاكرة...

تعـدّيـت حـدود الصراخ

ولم يسمعنـي أحّـد

لجأت إلى خيمة القهـر كـالعنكبوت

كئيباً أنسج خيطـاً مـن الـوهم

كي لا أموت

تجاوزت كلّ حدود البكاء

والانفصام

تفننت في الضحك المتواري

بطعم الزؤام

يشهق في داخلي جـدول

جـفّ ريـعـانـه

وأنا أتلظّى فـي قطرات المطر

سعيـداً وقـد غمـرتنـي الكآبة

تسكن شطآن قلبـي شـجـون العـتـابـة

كم هي باردة مدن الخوف

فبسمتها كالحة؟!

طيناً أصير بها وطبشورة مـالحة

حاولت أن أرتديها

على شكل زنبقة في الهواء

تصدح لحناً معلّى

فكانت بسمة نائحة

عشنا زماناً نراوح بين الكلام

واشتقاقاته

يجوز أو لا يجوز وللمخطئ أجر

وما أكثر المخطئين

وما أشبه اليوم بـالبارحة…

تم عمل هذا الموقع بواسطة