أن تمرّ بالهامش…ربّما

أن تبقى مقيماً فيه… لعنة

ماذا بعد؟!!

إذا لم يعد بعد

أتدفّق بحرقة مقهورة

وسط حلقات الليل

كأنني قطعة من العتمة المكتومة

وسط كومة من الظلام…

الوجوه من حولي مصابة بالرعاش

مشبعة بقهر قديم

عاد بعضها من جديد…

أرى صوتاً طويلاً من الجوع والخذلان

يعوي داخل هسيس اندفاعات النار

فأكتم أشياءً توجعني بشدّة

حزني أصبح ناياً برنّة مصابة بالربو

والمطر عالق في الفضاء

الريح تحاول الاختباء في الوسط

حيث الظلمة الأخرى

ضوء مطفأ الرنين...

الفجر عندنا مبتور الأطراف

يتسلل إلى سرير النهار المالح

ليخبرها أنّ النسيان أفضل من التذكّر...

ذات يوم

قالت لي العرّافة:

سيوقفك الهروب

فيهرب منك الاختباء

ترتجف الدهشة وهي تفكّ أزرار الوقت

خطاك تتهجّى التعرّف على الجهات

ستموت ميتات مباغتة

وتتعذّب أكثر من العذاب

نهارك مدفون في بئر معطّلة

وليلك بكاءُ الذاكرةِ

على ضفاف حلم

ستعيش بلا حياة

وستموت بلا موت

وستنسى بشراسة أنّك أنت

سيتحوّل وجهك إلى ملصق إعلاني

معلّق على حيطان الليل

وعمرك زمن فارغ يحمل تجاعيد الأرض

ها أنا اليوم

أجلس في صمت الحجارة

وكأنني أبثّ إشارات إلى المجهول

أحكي مع الفراغ البعيد

ثم أقتات اللحظة من أحلامي

وأنا أنتظر أن أرى بشراً عاديين

يعبرون شوارعنا البائسة

فالانتظار يضاعف الزمن

ويغمس بالقلق والحيرة الوجوه…

في عالمنا اليوم كلّ شيء عظيم

وحده الإنسان هو الضئيل…

في عالمنا العربي اليوم

الإنسان وحده هو المفقود

وهياكل الأصنام المتبقّية

لا تصنع نوراً…

تم عمل هذا الموقع بواسطة