الحبّ خلود للنفس
ينمو من بذرة عبّاد الشمس
يهزّ النور في وجه العتمة
الحبّ هو الحيـاة طـازجة
الخوف حريّة الاختيار
سلال من الانتظار الموجع
ممتلئة بالسراب
باقة قهر بمرمى الرصاص
أمنية بفستان أسود ومسك بلون التعب
شحوب متفاجئ بما لا يرى
الخوف يجعل الجدران الخشبيّة تتكلّم
ويقيم للمسامير وليمة…
الحرب تجعل الحزن بلا ملامح
والمرارة ترمح على ظهورنا
والكلام ينام باكياً في أفواهنا
كانت تأكل أصواتنا
الحرب تجعل كلّ شيء لا شيء
كم حجم الألم أن تستيقظ
فلا تجد الجدار
الذي عليه صورة والـديـك؟!!!
كيف تبلع حزنك قرصاً قرصاً
وتشيّع نفسك
إلى ما وراء العشاء الأخـير
أنامل الفراغ وأنا معلّق بسرّة الريح
خريف يتوضّأ بضوضاء القمر
صراخ أخرس
يطلّ على الصدى المذعور
كلّ الذين غرقوا لم يغرقوا أكثر منّي
وكلّ الذين غادروا أخذوني منّي
وكلّ الذين جاعوا أكلوني
وهم يحلمون بخبز القمر
بقيت شاحنة محملة بالحجارة
والقليل من تراب
وكميّة كبيرة جدّاً من العذاب المتوحّش
فوضى منثورة على منصّات الهذيان
ورسالة من دون كلمات في بريد النسيان
بضاعة مهرّبة تنتظر رجوع المستحيل...
لماذا لا نرفع التحيّة
للأرض التي تتحمّلنا؟؟!
نحن الذين ولدنا بفم الهاوية
وعلّقنا بأشجار دفلى صخريّة
حيث الظلّ المائل والقفز محرّم
على الخيـال
في كلّ شيء خطّ أحمر
سقف من الزغاريد والدموع
ودبكة الصخور الراسية
في امتحان الشموع
مفردات الشوارع ورصد متورّم
وأطيط الأحذية الملمّعة بالطحالب
لنتوقّف عند هذه الخطوط
كيلا نتبعثر أكثر
نتشبّث بأكفاننا ونربطها حولنا بقوّة
كيلا تسقط ونذهب إلى الله عراة
فالإفراط تسلّق لجدار الموت
وانكسار مزمن لتجاعيد الذاكرة
فما أقسى الموعد الذي لن يأتي
والجرح المعلّق الذي يعجز عن الصراخ
لكنّ الأصعب حياة من دون حياة…
أحمل برد الدهشة على ظهري
أحاول نزع أنياب الواقع وترتيب وجهي
وفق خارطة الخراب المتمدد
أداوي أسئلة عظيمة
وأتوضّأ بالفرح المستعار
أهرب من ذاكرتي
ومن الأوغاد الملطّخين بجوع العصافير
روحي تحتاج إلى الظلّ
تحتاج أن تشرق يـومـاً مـن خاصرة الحبّ
ما زلت أحلم
ما زلت قادراً على البكاء
فأنبل ما في الإنسان أحلامه
وأجمل ما فيه دموعه…
تعالي معي خارج اليأس وخلف الشكّ
موسماً للحنان َأغنية لم تغنّ بعد
قصيدة غير مقروءة
رواية من مصحف الدنيا
حاربي معي حتّى يأتينا اليقين
لي معك سرّ الخلود وعلانيّة الانصهار
يا رفّ حمام فاجأه المطر
اليوم أستطيع الذهاب
إلى آخر الممكن
وحدي معك…