أنادي عليهـم عنـد اختناقي
فلا يسمعون النـداء!!
يردّ الصـدى صارخاً:
لـمـلـم غيابك
وامض إلى حشـرجـات الشهيـق
ولا تلتفت
فليس وراءك أيّ وراء
فإن العشاء الأخير أُعـدّ
ولـم يبـقَ إلا الـدعـاء
سأصرخ في الصمت كي لا أرانـي
وأبكي وأبكي دون بـكـاء
فلا العشـب يـرجـع يـزهـو بـأرض
بها وجع البحـر إن هجرته السماء
سأبقى وحيـداً
كمـا وتـد فـي محيـط
أبعثـر يـومـي
أصـادق حـزنـي وأشرب مـرّي
وأحشـو جـيـوبـي صهيلاً
له نكهة الأمنيات
وأكتـب فـوق صراخ الصخـور
وصيّة قهري...
أجوب أزقّة هـذا الـوجـود
أفتّش عن ضحكة
سقطت من ردائي
ولم أك أدري؟!!!
وأركض بيـن بـلاد تعضّ الصباح
تطهو لساني
تأكل لحمي
تسرق خبزي وتغـلـق فـكـري
وبين المنـافـي
أنقـل مـوتـي إلى حيـث مـوتـي
وأسند رأسي إلى الانتظار
إلى كلّ شيء عـداي
وأشعـل كـلّ البخـور
وأحـرق كـلّ النـذور
أقـدّمهـا لمعـابـد وزري
وأطلب قطرة ماء تعيـد الحيـاة
وتقبـل عـذري
فأنت حـكـايـة عمـر تشظّى
وكلّ الحقائق التي دوّنتني
وكلّ الأمانـي التـي غـادرتنـي
وكـلّي وسرّي وجهري...
فكم أشتهي أن أخبـئ رأسـي
بيـن يـديـك
كطفل يخاف الفراغ
فيحتاج حضنـاً ليهدأ
فيـا ويـح نفسي
إذا ضاقت الأرض يـومـاً
وخـاب الـرجـاء
مـن أيـن أبـدأ؟؟!!!