عمري لهاث عابر
كالريح تخنقه الزوابع…
سافرت من نفسي وعدت بلا سواي
فوجدتُ أنّي لا أزال أدور في زمن السعال
زمن يصفّق للغبيّ وللغنيّ وللمخادع…
كلّ العيون بلا بصر
كلّ الأكفّ بلا أصابع…
لم يبقَ من أملٍ
سوى أن أستعدّ للرحيل
واليوم لا أجد الوداع
إلّا الغبار وبعض أكوام الحطب
ما كنت أحسب أنني أحيا
إلى زمن العجب
الناس فيه كالسراب وكالرماد
فالكلّ صار أبا لهب
وجهي تناثر عند أبواب السماء معلّقاً
وأنا المعبّأ بالعذاب وبالتعب...
فإلى متى سأظلّ في وطني القتيل بلا كفن
برد التصحّر والجليد
يتناوبان على بقايا الذاكرة
كلّي اشتياق
أن يصير لجثّتي شكل الجنازة
لكنّ من أحببت
أن يمشون خلف جنازتي
تاهوا وضاعوا في الزحام
وكأنّهم ذهبوا جميعاً في إجازة…