وقفت على مقربة منّي

كسـؤال مفـاجـئ فـي حـلـق الدهشة

كارتجاف بشوش دون سبب

الوقت يهتزّ كضوء فـي مـاء

واللحظة تتساقط حجارة

بلون الحـزن...

المسافات تمـدّ لسـانهـا لـي

وأنا أغـرق فـي الهـواء كسمكة

كنجـمٍ بعيـد يـبـدو مشعّاً

لكنّه منطفئ

فـأعبـر ضـفّـة زمـن الكـآبـة العـذبـة

كـآخـر عـاشـق أبـدي

وأتساقط حبّاً فـي خـريـفـي الغـامـق

ولكنني أنتظـر الـهـدهـد!!

مازال الطفل الذي فـي داخـلـي يطاردني

طـفـل مـتـوحّـد وأبـلـه

يصمت أحياناً كالفراغ الفارغ

ويقفز أحـيـانـاً وراء اللاشيء

يتناول الهواء البعيـد

ويخبّئه فـي جيـوب الشجر

لكنّه إذا توقّف توقّفت الحياة...

أيتها النـائيـة بـداخـلـي

"يـا مـن لـك بي ما ليس لي بي"

مـن دونـك

أنـا غـائـب نسي أن يعـود

تبعثرني رائحة المساء

ويعضّ الأرق أفكـاري

الملقاة على أكتاف الليـل...

مـن دونـك

طـائـر مقعـد عـالـق فـي المـاء

كـفـيـفٌ كـالـريـح

تتعثّـر بـأجنحة الفراشات

كنـت حـلمـاً بعيـداً

كنـت فـي عـلـم الغيـب غيباً

تمـلئين الفراغ المستطيل في العمر

ولما تجلّى...مشى الكـون

فهل بعد التجلّي والحضـور غيـاب؟؟!

هيـا نـوقـظ الشمس

نروّض قطعان الغياب

ونصنع للمسافات منفى…

تم عمل هذا الموقع بواسطة