النهار ظلّ مختبئ
الليـل طـريّ العتمة
تهمـس الـذكـريـات فـي تجـاعيـد المسافة
تمرق الإجابة وتغضّ البصر
وتمضي كـأنّها رعشة مكتظّة بـالبـرد
كيف أصنع منصّات
للأجنحة المتكسّرة؟!!!
وأنـت تعبـريـن حيـاتـي
كـضـوضـاء الضوء
شاسعة كأنّك رفّ حمام
عائد من زفـّة بيـدر
كأنّك قطاف قوس قزح
كأنّك حـكـايـا السـنـدبـاد
كأنّك نخـلـة تـوزّع التمـر
وتفكك أزرار الـهـواء
بيـن قطرات المطـر
ها أنا أتلاشى في الزمان
"لم يبـقَ منّي سـوى رائحة الفراغ"
أنـادي الجميـع بـاسمـك
أعبر الاتساع الضيّق للمنـافـي
المـدن مـوحشة
رغم أنّها مكتظّة بالبشـر
لكنني لا أرى أحداً إلّاك
وبحثت عنـك فـي تضاريس العمـر
الهـارب من دون بوصلة
حتـى جـفّ النـدى علـى تخوم روحـي
وحـوصـرت الأحلام
كنقطة زيت في بحر
وتابعت الحيـرة صـريـر أسنانها
وأصبح العمـر بـلا حيـاة
والرحلـة بـلا وصـول
وكأنني أتمشّى في الأبد…
ولما وجـدتـك
كنت على ذمّة الغيـاب
تقفيـن مـع الجغـرافيـا
فـي آخر المسافات
كـالحـزن المتعدد الألوان
مـا فـائـدة الـيـدين
إن لم تغزلا لك قميصاً من الماء
على نـول المطر
مـا فـائـدة النظـر
إذا كان غير مشبع بك
ومـا فـائـدة السماء
من دون وجهـك
ومـا فـائـدة الـذاكـرة
إذا كانت عمياء
تمسك بساعة رقميّة؟!!!
أشعر كأنني أتكلّم في المنام
الحـالمـون فقط
يملكون الحبّ والولادة
والحزن والموت…