أشعر بقهر لا يطفئه نهر
أطلّ على غابة من حجارة
وأنتظر يوم الحساب دون أن أدفع الفاتورة
لديّ وديان أمـل بـلا عمل!!!
هـا أنـذا أقـف كمسمار فقد ظلّه
ملامحي مشدودة كوجه (بوتين)
أريد أن أقول كلّ شيء
وأريد أن أبقى صامتـاً كنفـق بـلا مخرج
أبحـث عـن ظـلّي ليـدلّـنـي علـيّ
أنـا الكـائـن المـدقـوق خـارج نفسي
تعبت منّي، سأتركني وأمضي
كأنني لست لي!!!
ما عـدت أنـا كمـا أعـرفنـي
أتبعثر في الأرض وأتجمّع فـي مـصـبّ الـريـاح
مليء بما لا أستطيع النـوء به
فالعـالـم يبـدو مخيفـاً مـن دون حبّ...
كم كانت أحلامي كبيـرة
عندما كنت أمشي نيّئاً في قريتي
أمشي كزفّة مثقلة بالزغاريد
كسرب نمل يتشبّث بحبّات الحنطة
وأجـلـس على ظـلّي كي لا يطيـر
واليـوم أقضم أحلامي كلّما جاعت روحي
كمتصوّف نسي أوراد الوصول
الحياة لم تمنحنا فرصة حسن الظنّ بها
فتحوّلت وجوهنا إلى أقنعة من النوع الرديء
لا أدري لماذا الأرض
تـلـد المنافي ولا تلـد الطيـن؟!
لماذا طارت كلّ العصافير
وتحوّلت الشجرة إلى نبتـة قـرّيـص
ومازال المارّة يرشقونها بالحجارة
لماذا جفّت حروف النداء وتحوّلت إلى علّة
تملأ بالونات الصـدور بالقطـران
ونكهـة الـرهـق المـزمـن
لماذا الـدمى تتكاثر بالانشطار
تدهن وجوهنا بالزفت
وتتركنا عرضة للغبار؟؟!!!
أحضر نفسي إلى زمـن لا يطاق
إلى مـوعـد مـوغـل في الأسى
وحزن له نكهة القشعريرة
وصمت الختام
مرهق كورقة خريف عاصف
الأحلام على قيد السقوط
في الممر الفاصل بين اللاشيء والصراخ
تحاصرنـا الـوجـوه الملعونة
المدلوقة على الخراب
فتمتلئ باللامبالاة والفقد ورماد الطلائع
يا أنا
يـا كـلّ مـن أشبهه
امسك العتمة ووجع الطريق
واترك عينيك معلقة بنوافذ الانتظار
وبآخـر خيـوط النهار
فما يدريك
لعلّك تستيقظ فتجد نفسك في غرناطة
وأنت المهزوم حتّى اللحاء!!!