ها أنذا أشيـخ
توفّي وجهـي عنـد منعطف الصهيـل
قبل أن يبلغ أشدّه!
أصبحت بلون الحيطان المنسيّة
في عطش المغفرة
زجاج مكسّر فـي الحـلـق
ذاكرة من ضباب صامت
وجسد يدفع الفواتير بغير حساب
وكأنْ كـلّ من عليـهـا خـان
إنه أكثـر مـن بـكاء…
كبرت يااا دنیا!!!
أغسـل أيّامي المبللة بالفراغ الفارغ
وأعبر السطر راكضاً كالحريق بكلّ اتجاه
يختبئ الدخان وراء نفسه ويبقى الأثر
حيث تجتمع روحي
لأوّل مرّة في مكان واحد…
قـال: مـا بـك؟؟
توقّف عند التقاء الأفق
واسـتـدر لأغـاني الـزجـاج
ثـم تـذكّر اسماً فـي أرخبيـل هـذا الـزمان
إذا مـا تبعثـرت لـن يـتـركـك!!
قلت: لا شيء
أمرّن قـلبـي أن يجيـد الـوقـوف
إذا مرّت الصدفة ذات أرقٍ
لكنني في خضمّ هذه الحياة
ضائع بين النجـاة وبين الغرق
هذا الضباب وهذا السراب
وكلّ العماء
رائع يا صديقي!!
لنقضي الحياة نحلم بما سيكون
ونيأس ممـا هـو كـائـن
حتّى نموت جميعاً بحادثة للتخلّف
وعُري الجـدال وصهيل الخطـب
وبعـد قـلـيـل سنبحر في زورق
مـن ورق…
تعال لنمضِ معاً
نبحث عن نجمة في المساء
نحضّر أنفسنا لاحتمال ما لا يطاق
غدنا موغـل بـرمـاد القـلـق
تعال نخـوّف أحزاننا كي تفارقنا لحظة
ونبحث عن ضحكة عابرة
نجمع أشلاءنا
نـوقـد كـلّ الشموع
نوقظ أرواحنا فـي سـديـم الخطـايـا
فلا تحتـرق
نحن في زمن مغلق مثخـن بـالصـداع
تعال لنبحـث عـن بعـض سـلـم
وبعض حنان
وعن بعض حبّ
ودفء يسـدّ الـرمـق…
