يـوم يوزّع النار والبـرد
أحـول يـرى ظـلّي ولا يـرانـي
صمت مجهش
كصمت الأشجار المقطوعة
الشوارع في حالة من النعاس الكئيب
وكأنّ الجميع في كبسولة فضائيّة
ضلّت طريقها
واتخذت مـداراً أبديّاً
عيون الناس مبعثرة على اللاشيء
يتسرّب منها الوجع والحيرة
وأسراب الشتـائـم...
ويـوم مكسور الخـاطـر
يزحف على ركبتيه
بيـن بشـر فـارغـي العقول
والجيوب والبصيرة
الذاكرة حقل ألغام لفحتها الشمس
تتوكّأ على مارد مصباح علاء الدين
يمشي المرء فيها بلا ظلّ
وبلا تاريخ وبلا وطن
حافي الحبّ يحمـل بـابـه على ظهره
بانتظـار مـن يطـرقـه
ويـوم ملطّخ بالتفاهة
يختبئ تحت جلودنا
يتعفّن الكثيرون فيـه أحياء...
ياااإلهي
لا أستطيع احتـوائي، أكـاد أفقـدنـي
كم بـابـاً يفصلني عنّي
وكم دربـاً يـأخـذنـي إليك؟!!!
لكـنّ ذاكرتنا كعملة أهل الكهف
والحـزن دائماً يمشي على ظهـورنـا
ويبذر علينا أسباب الشقاء كلّها
ويـوم كـالهـاويـة
كالتفاتة زوجة لوط
لم يتبقَّ فيـه غيـر الحطب
والكثير من الشوك
ووجوه مغسولة بالغبار
ويـوم مـعـدّل وراثيّاً
يأكلنا على طريقة التماسيح
غادر الناس فيه إلى جميع الجهات
وظـلّ الجـدار وحيـداً يتكئ على بعضه
داعبته حتّى أجد المصباح
قال الجـدار:
انتظر مرور (الخضر وموسى)
لاجتماع جـديـد
حمْتُ ثم تغلغلت بين أصابعي
بانتظـار يـدي…
ويـوم يـعـانـي الجـرب
ضيـّق كالمسافة بين الطعنة والصرخة
والعمـر طبق من الأسلاك الشائكة
ونحن في قمّة قاع الجـبّ
ولا قافلة تمرّ
لم تخدعنا الحياة
نحـن لـم نفهمها ولم نحاول!!!