أنا آسف
لا لشيء، لا لنفسي ولا لأحّد
أنا آسف للحياة التي فقدت ملحها
في صقيع البشر
تبعثرت فيها هنا وهنا وهناك
أذرعاً للفراغ مفتـوحـة لصهيـل الهـواء
كأنني عيـون دون بصـر
أشبه خفـق الشراع وزقاق الثقوب
وارتعاش الخطر…
تُرى بأيّ مكان ألملم شملي
وكلّ الشواطئ دون بحار
وكلّ الغيوم دون مطر؟!!
إذا اشتدّ شوقك
واشتعل الجرح في عمق روحك
وكنت على قبس من شهيـق
لا تتنهّد سـرّاً ولا تحبس الغيـم بيـن الفصـول
ونم فيك وامنح عيـونـك قـائمة للبكاء
تصوّر كيف تخيط شقوق القرار
وكيـف تـداوي لهـاث الطـريـق
تأبّط فـانـوس قهرك ونكهة حزنك
وروّض سلالات قهرك
وفتّش جميع الغيوم وانقش عليها
حروف هجاء الحـريـق
نسير على هامش الـزمـن النرجسي
نتعاطى السراب بوعي ولكننا نائمون
كأنّا خلقنا دون عيون
يحيط بنا واقع همجيّ البنادق
ولم نتغيّر منذ مئات السنيـن
بل نتبعثـر بيـن الضياع والاغتراب
والحدث المتناقض
ونـسكـن كـالانتظـار خـلـف السـكـون
شظايا شتـاء المـواويـل بيـن الحطام
عنـاويـن باهتة تفتّش عن نفسها في الزحام
وتاريخنا العصبي الـتـلـيـد
يتثاءب في غبطة وسذاجة يائس
يجرّ السؤال إلى مفردات الخطايا وصيرورة الهاوية
سنضرب في الـرمـل ونقرأ كلّ الفناجيـن
ونسأل راميات الـودع إذا ما غادرتنا الحياة
هـل المـوت يرضى بنا
وهل لأمثـالنـا عنـده متّسع؟!!!