ماذا أفعل بكـلّ هـذا العـالـم االمنطفىء

كيف أقطف منه حزناً على مقاسي؟!!

فالظروف تتداولني بشهيّة الصدأ

ونحن جميعاً هنا

لا نفعل أكثـر مـن أن نكون هنا

هل اهتـرأ الـزمان فثمّة أقـدام بلا خطـوات

هل أدخل أعماق الليـل

لأخبئ قلبي الذي من زجاج

من الآخـريـن الـذيـن يجيدون رمي الحجارة؟!!!

الدهشة تملأ فمي

وكلّ الفَراش يطيـر ومـواقـد النهار تحترق

ماذا يفيد أن أصفع الهواء بالكلمات

أن أتعارك مع الذباب والملاعق القصيرة

النظر؟!!!

أن أحيي شجرةً جـفّ ضرعها

وأصبحت حارسة للفراغ

في زمن الضجيج

كلّ شيء يلفت الانتباه حتّى البعوض

المحـن مبـاركـة والهدوء من الغرانيت

أعيـش مبللاً بالمسافات

ضائعاً في خارطة الـوقـت

أغمس وجهي في الليل وأطفئ النوافذ

وأتحسس أنفاس الحنان المجفف

أمسك بقاياي كطفل يحزنه الإهمال

لقد سرت بعيـداً نـحـوي كي أجدني

هل تشعر بالضيق؟!!!

أنا الضيق نفسه

أنا الواقع الذي يحاصره الظـلّ والـوهـم

واغتيال الحروف ولهاث الوجع

فلا الحرب لي ولا السلم لي

فقط رغوة الوقت وجمر الجليد

وصمت الجـدار وطعم الحديـد

في الصدر تحبو قـيامة ولكنّها لم تقم بعـد

بانتظار مجيء النهار الذي لن يجيء

فقـد تـاه فـي قـلـق البحث

عن الوعي والدعاء الملوّن بـالأمنيات

ماذا أقـول للذين لا يعرفون القراءة

ماذا أبيع في السوق من غير باعة؟!!!

ماذا أقـول لِفمي وهو يحاورني

بصراخ وعسكر؟؟!

في أيّ أرض أعيش، في أيّ بعد ألملم روحي؟!!

لا تسألوني وأنتم تعرفون الإجابة

فـالنـوايـا سـوداء كالموت شاحبة كالحياة

حتّى رأيـت بـأمّ عـيـونـي اهتـراء الـزمـان

وعـضّ المكان…

أيّها القـلـب

ها أنذا أغسل الكلمات كي لا تموت

أعصر العمر شهيقاً شهيقاً

أفرش ذاكرتي في المساء كقنـديـل بحرٍ

أرتجف بعداً وأركض صوب غمامة

أحمل الانتظار والصبر ونزيف ابتسامة

يا قلب…

إنّ الهواء أصبح هشّاً دبقاً

ووحـدي الـذي بـه يختنق…

تم عمل هذا الموقع بواسطة